الصورة: الصليب الأحمر لجزر مارشال

سباق مع الزمن والموج

أن تصبح الدولة الجزرية موطناً للجمعية الوطنية الـ 191.

تسابق جمهورية جزر مارشال الزمن، شأنها في ذلك شأن العديد من دول جزر المحيط الهادئ. مع ارتفاع مستويات سطح البحر وتضرر السكان من تتابع موجاتٍ من الجفاف والعواصف المدارية الشديدة، تواجه البلاد تهديدات وجودية قد تبدو أموراً تجريدية للعديد من الدول الأخرى.

وليس من الغريب أن يكون هناك إحساس بالحاجة الملحة وراء جهود البلد لإنهاء عملية الاعتراف بالجمعية الوطنية من قبل اللجنة الدولية للصليب الأحمر والقبول في الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر. ويقول الأمين العام جاك نيدنثال: “سنكون في الصدارة في ما يتعلق ببعض المشاكل المروعة في المستقبل القريب، وليس أمامنا وقت لنضيعه”.

ومع أن الصليب الأحمر لجزر مارشال كان يمارس نشاطه منذ عدة سنوات، وتلقى التمويل وفرص التدريب والدعم التقني من الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، إلا أن الاعتراف الرسمي من قبل الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر سيساعد على توسيع نطاق عمله لا سيما خلال الكوارث وإعطائه صوتاً مسموعاً في القضايا الحيوية في المحافل الدولية، على حد قول نيدنثال.

ويضيف نيدنثال قائلاً: “بالنسبة لي، سيكون الاعتراف جزءاً هاماً بالفعل مما نحاول تحقيقه كبلد، وليس فقط كجمعية من جمعيات الصليب الأحمر”.

ويزيد تعقيد مشاكل البلاد ذلك الإرث من التجارب النووية التي أجرتها الولايات المتحدة في الأربعينيات والخمسينيات في بيكيني أتول. وقد نزح الناس من هناك ولا يزالون غير قادرين على العودة، بسبب السمية الناتجة عن مستوى الإشعاع في التربة.

وتتألف جزر مارشال النائية من 29 جزيرة مرجانية و 1156 جزيرة يقطن فيها أكثر من 50 ألف نسمة، يقيم معظمهم في العاصمة ماجورو. ولكن الكثيرين ما زالوا يقطنون الجزر الخارجية البعيدة، مما يضع الكثير من المشاكل اللوجستية في طريق الحكومة والصليب الأحمر أيضاً. ويثير هذا الأمر قلقاً خاصاً خلال فترات الجفاف العديدة التي تشهدها جزر مارشال، الوضع الذي جعل جزر المارشال تحت حالة طوارئ منذ تشرين الثاني / نوفمبر 2016.

“بلغت نسبة البطالة لدينا 40 في المائة. هناك الكثير من الشباب الذين يريدون أن يفعلوا شيئاً لبلدهم ولكن ليس لديهم منصة للقيام بذلك”.
جاك نيدنثال، الأمين العام لجمعية الصليب الأحمر في جزر مارشال

بقلم: كورين أمبلر

كورين أمبلر مندوبة اتصالات للاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر في سوفا في فيجي.

وتتألف جزر مارشال النائية من 29 جزيرة مرجانية و 1156 جزيرة يقطن فيها أكثر من 50 ألف نسمة، يقيم معظمهم في العاصمة ماجورو. ولكن الكثيرين ما زالوا يقطنون الجزر الخارجية البعيدة، مما يضع الكثير من المشاكل اللوجستية في طريق الحكومة والصليب الأحمر أيضاً. ويثير هذا الأمر قلقاً خاصاً خلال فترات الجفاف العديدة التي تشهدها جزر مارشال، الوضع الذي جعل جزر المارشال تحت حالة طوارئ منذ تشرين الثاني / نوفمبر 2016.

يقول نيدنثال إن الصليب الأحمر يود أن يساعد الحكومة أيضاً في معالجة المشاكل الصحية العديدة في البلاد بما فيها مرض السكري والتهاب الكبد الوبائي والنكاف والنقرس بالإضافة إلى الأمراض التي ينقلها البعوض، مثل: حمى الضنك وفيروس شيكونغونيا وفيروس زيكا. كما وتواجه البلاد أيضاً العديد من القضايا الاجتماعية الصعبة، بما في ذلك ارتفاع معدلات البطالة وانتحار الشباب وحمل المراهقات والعنف المنزلي وإساءة معاملة الأطفال.

يوضح نيدنثال قائلاً: “إنّ نسبة البطالة لدينا بلغت 40 في المائة”، مضيفاً أن الأولوية في جدول أعماله هي لمهمة بناء الشبكة الوطنية التي تضم أكثر من 300 متطوع. وقال “إنّ هناك الكثير من الشباب الذين يريدون أن يفعلوا شيئاً لبلدهم ولكن ليس لديهم منصة للقيام بذلك”. ويخطط نيدنثال مع ألكسندر بينانو، رئيس الجمعية الوطنية المنتخب حديثاً، لإنشاء نظام للتبرع بالدم غير مأجور و زيادة أعداد المتدربين على الإسعافات الأولية.

ويقول بينانو: “قمنا بتدريب أكثر من 100 متطوع على الإسعافات الأولية والإنعاش القلبي الرئوي من بينهم أشخاص في جزيرتين من الجزر الخارجية”. ويضيف: “هدفي هو أن نحاول تأمين وجود مستجيبي الصليب الأحمر المتدربين في كل جزيرة خارجية”.

وقد قام بينانو الذي يعمل كطبيب العائلة في جزيرة ماجورو، بتشكيل لجنة تطوعية في عام 2011 تكونت من أفراد من القطاعين الخاص والحكومي، تشمل محامين عملوا على وضع دستور ولوائح داخلية. وبعد ذلك بعامين، وبعد مناقشة عدة مسودات، وافقت اللجنة النظامية المشتركة للحركة على الوثائق، وفي 26 تشرين الثاني / نوفمبر 2013، أُقر قانون جمعية الصليب الأحمر لجزر مارشال.

عقدت الجمعية الوطنية في حزيران/ يونيو 2017 اجتماعها العام الافتتاحي، حين انتخبت أول مجلس لإدارتها، وصدقت على الدستور والنظام الداخلي، وانضم إليها العديد من الأعضاء الجدد، ومن ضمنهم هيلدا هاين، رئيسة البلاد، وأمنثا ماثيو، وزيرة الشؤون الداخلية.

ويقول بينانو: “لا يزال يتعين علينا تحقيق الشروط العشرة للاعتراف وإقرار بعثة تقييم مشتركة. أما الأهم من ذلك، فعلينا أن نصبح قادرين على الاستمرارية وتطوير قاعدة للمتطوعين في الجزر الخارجية حتى نتمكن من الاستجابة والعمل مع شركائنا.

لقد كانت الأشهر القليلة الماضية مثيرة حقاً. يعني هذا المكان الكثير بالنسبة لي، إنه المكان الذي سأموت وأدفن فيه، لذلك أريد أن أترك إرثا لأبنائي وأحفادي”.

 

ذات صلة

هبوط سلس

بالنسبة للمتطوعين مثل سامي راهيكاينين، فإن بناء الثقة مع المهاجرين الذين يأتون إلى مكان جديد بحثًا عن حياة جديدة أمر بالغ الأهمية. هذه قصته.

النهر الذي يُعطي ويسلب

تشكل مخاطر الفيضانات التي تتعرض لها مقاطعة رانغبور في بنغلاديش تحدياً كبيراً يعترض حياة الناس في مجتمعات الصيد المحلية الصغيرة. ولا يزال الناس، حتى بعد الدمار الذي خلّفه موسم الرياح الموسمية في عام 2019، يسعون جاهدين لإعادة بناء سبل عيشهم من نقطة الصفر.

هذا المنشور متوفر أيضًا ب:

اكتشف المزيد من القصص

احصل على قصص تستحق المشاركة وتُرسل إلى صندوق بريدك

ترغب في الاطلاع على آخر المستجدات؟

قد يثير هذا اهتمامك...

قرب وبُعد في آن واحد

تعيش كلايريت ماتا الآن في بلد جديد وتربي فيه ابنها بمفردها. وترى أنّ تعلّم كيفية التحكم في المشاعر يمثل وسيلة هامة في التعامل مع مشكلة انفصالها عن عائلتها.

القِ نظرة