خاص

العيش في بؤرة ساخنة

لطالما تجرعت أجزاء من منطقة الساحل خليطاً فتاكاً امتزجت فيه آثار تغير المناخ والنزاعات. وفي الوقت الحالي، أدى ظهور البؤر المناخية الساخنة – التي ترتفع فيها درجات الحرارة بوتيرة أسرع مما هي عليه في المناطق المجاورة – إلى وضع حدود القدرة على الصمود على المحك.

سبتمبر 2019 |

بقلم مالكولم لوكارد، مع تحقيق صحفي
أعدته خديجة مايغا في مالي والنيجر
غُيّرت بعض أسماء المصادر الأساسية في
هذه المقالة أو وُضعت في صيغة مختصرة
لحماية هوية أصحابها.

يرعى كيناسار، البالغ من العمر 24 عاماً، قطيعاً صغيراً من الماشية وينتقل به من مكان إلى آخر في المناطق القريبة من بلدة أبالا الواقعة في غرب النيجر التماساً للمراعي ومصادر المياه. ويوضح كيناسار قائلاً: “أتنقل بالقطيع وتقوم زوجتي ببيع منتجات الماشية، مثل الحليب والجبن”.

وعلى غرار العديد من الأشخاص الذين يكدحون لكسب رزقهم هنا، فإن مصدر رزق كيناسار مهدد بفعل العديد من العوامل – النزاع، المناخ المتغير، النمو السكاني – التي تحد من قدرته مكانياً وزمانياً على توفير العلف لماشيته.

ويوضح قائلاً: “تتقلص مساحات الأرض الفسيحة شيئاً فشيئاً”. ويضيف قائلاً: “يتزايد عدد الناس أكثر فأكثر وتقل مساحات الأرض الفسيحة أكثر فأكثر. ولا يمكننا أيضاً عبور بعض المناطق بسبب انعدام الأمن. وقد أصبح من الصعب للغاية العثور على مراعي جيدة. وأدى ذلك إلى إصابة ماشيتي بالأمراض”.

وعلى غرار الكثير من سكان غرب النيجر، يقدم كيناسار مثالاً جيداً على ما يظهره الناس من قدرة على الصمود والتكيف في مجابهة التحديات الهائلة المفروضة عليهم. ولا يزال الآلاف من الناس يكسبون رزقهم هنا برعي الماشية وزراعة المحاصيل وفق طرق تعود إلى قرون ماضية، على الرغم من تناقص مستودعات المياه الجوفية، وتقلص مساحة المراعي والأراضي الزراعية، ودرجات الحرارة القصوى، والجفاف المستمر، والفيضانات المفاجئة، والنزاع الذي تشارك فيه جهات مسلحة متعددة تمثل العديد من البلدان وبعض نظم الأسلحة الأكثر تطوراً في العالم.

وتتجلى هذه القدرة على الصمود في أوجه عديدة. وفي منطقة تيلابيري الواقعة أيضاً غرب النيجر، تعيش راماتو البالغة من العمر 22 عاماً، وهي واحدة من النساء العديدات اللواتي يكافحن بمفردهن لإدارة حديقة صغيرة من حدائق الخضروات؛ وقد غادر زوجها المنزل بحثاً عن العمل بعد أن تناقصت غلة المحاصيل بشكل كبير ولم تعد قادرة على دعم الأسرة. وتوضح راماتو الأمر قائلة: “لقد كانت السنوات الخمس الماضية سنوات قاسية”. وتضيف قائلة: “نملك قطعة أرض وقد انقضت ثلاث سنوات على الوقت الذي كان المطر يتيح لنا فيه تحقيق أرباح هنا”.

وتُجبر جميع هذه العوامل الكثير من الناس على البحث عن سبل جديدة لكسب الرزق أو لتحسين مركزهم. وفي مدينة موبتي المالية، باع غورو البالغ من العمر 21 عاماً قطيعه من الماشية حتى يتمكن من فتح كشك صغير يبيع فيه الهواتف المحمولة. ويقول غورو: “لقد قررنا قبل عام القدوم إلى موبتي فراراً من حالة انعدام الأمن”، وأضاف أن هذا التنقل أتاح له الذهاب إلى المدرسة والحصول على شهادة في الوقت الذي كان يعيل فيه والدته وشقيقيه. ويستدرك قائلاً: “قبل أن نغادر [قريتنا] المسماة ديالوبي، بعت كل ماشيتي وأصبحت بائع هواتف جوالة. وهذه التجارة مربحة وقد أعانتنا كثيراً”.

كيناسار، 24 عاماً، راعي أبقار في منطقة توكونوس الواقعة في غرب النيجر، مع قطيعه

لقد كانت السنوات الخمس الماضية سنوات قاسية. ونحن نملك قطعة أرض وقد انقضت ثلاث سنوات على الوقت الذي كان المطر يتيح لنا فيه تحقيق أرباح هنا.

الانجرار إلى المشاركة في النزاع بسبب التغيرات المناخية

بالنسبة إلى أشخاص آخرين، فإن التغييرات الجذرية التي طرأت على أنماط المناخ المحلية قد دفعتهم إلى الانخراط في النزاع القائم. ويقول مامادو البالغ من العمر 16 عاماً: “في قريتي المسماة تيميرا، كنت أعمل متعهداً يجر العربات التي تحمل بضائع التجار خلال فترة ارتفاع منسوب المياه في نهر النيجر”.

ويضيف قائلاً: “تكاد قريتي تتحول إلى جزيرة خلال هذه الفترات؛ ولا تستطيع المركبات أن تدخل إليها. ولا يمكن أن تصل إليها منتجات التجار إلا باستخدام قوارب الصيد، أو الزوارق التي نطلق عليها اسم بيناس، ولذلك، فقد استفدنا من التغيرات التي تطرأ على الطقس للحصول على قليل من العمل. وقد اشتغلت أيضاً كعامل يفرّغ حمولة هذه الزوارق وينقل البضائع على متن البغال إلى التجار”.

وفي السنوات الأخيرة، أصبحت فترات ارتفاع منسوب المياه أقصر بفعل تناقص سقوط الأمطار. ويوضح مامادو قائلاً: “كان علي أن أجد سبلاً أخرى للرزق”. ويضيف قائلاً: “لم أُجنّد في إحدى الجماعات المسلحة على الفور. ولما علمت هذه الجماعات أنني كنت أعمل متعهداً أجرّ العربات، فإنها كانت تطلب منى في الكثير من الأحيان البحث عن مواقع المياه.

ويردف قائلاً: “بمرور الزمن، أصبحت مرتبطاً بهذه الجماعات. وأصبح نشاطي مع عناصرها يشكل مصدر دخل منتظم. وبعد فترة من الوقت، منحوني سلاحاً نارياً ودربوني على كيفية استخدامه. وقد كان عمري حينها 14 سنة. وعُهدت إليّ، منذ ذلك الوقت، مهمة حفظ الأمن وعملت في نقطة تفتيش. وقد ساعدني ذلك على جمع بعض المال”.

وتشكل قصة مامادو قصة عادية نسبياً هنا. ويُستدرج الكثير من الشباب إلى الجماعات المسلحة بدافع من اليأس الذي تفاقمت حدته بفعل تغير المناخ. وعلى الرغم من أن معظم الخبراء في مجال الأمن الدولي لا يرون في تغير المناخ محركاً رئيسياً للنزاع في منطقة الساحل، فهو يؤدي دوراً هاماً في تأجيج التوترات حول موارد الأراضي والمياه الثمينة وزيادة الضغط الذي يتعرض له الشباب مع تقلص البدائل المتاحة أكثر فأكثر. وغالباً ما تستغل الجماعات المسلحة، التي ترى أن التحكم في الموارد ضروري لبقائها، هذه العوامل لصالحها.

وتواجه النساء أيضاً تحديات بالغة الشدة. وتشكل النساء معظم السكان في بعض المدن الصغيرة، مثل مدينة أبالا، حيث دفع جفاف الأراضي الزراعية الكثير من الرجال إلى مغادرة بيوتهم بحثاً عن العمل. وراماتو ح.، البالغة من العمر 18 عاماً، هي واحدة ممن تم إغفالهن.

وتقول روماتو: “تملك عائلتي قطعة أرض نقوم بزراعتها”. وتردف قائلة: “لكن هذا النشاط لا يشكل مصدراً لكسب الرزق لأن [الحصاد] لا يكون إلا مرة واحدة في السنة. ولذلك، فإن [زوجي] يغادر البيت ولا يعود إلا خلال موسم الزرع”.

ويشعر الكثير من سكان القرية بالضعف. وتوضح روماتو الأمر قائلة: “لم نعد نشعر بالأمان على الإطلاق. ومن شدة الحذر، ننام وتظل إحدى أعيننا مفتوحة”.

ويطغى الجوع أحياناً على الخوف الذي يراودهم. وتقول روماتو في هذا الشأن: “حينما لا يكون هناك شيء [يمكن جنيه أو أكله في المزرعة]، أذهب إلى أماكن الأحراش وأقطف الأوراق التي يمكنني طهيها بعد ذلك”، وتضيف أنه حتى وإن كانت الأحراش خطرة، فإنهم يذهبون إليها لأنهم إن لم يفعلوا ذلك، ” فلن يجدوا شيئاً يسدون به رمقهم”.

أثر الجفاف والتصحر وإزالة الأحراج على المناظر الطبيعية التي كانت أكثر خضرة فيما مضى. ويظهر هنا منظر عام للوادي الواقع خلف سوق كانداجي في بلدة تيلابيري بغرب النيجر.

أجواء من التناقض والتطرف

نظراً للصعوبات الخاصة التي تواجه التنبؤات المناخية في المنطقة (انظر على اليمين: “شرح توضيحي للبؤر الساخنة في منطقة الساحل”)، يكابد العلماء ومنظمات الأرصاد الجوية الصعوبات من أجل تقديم تنبؤات أفضل وأكثر دقة للمزارعين والهيئات المسؤولة عن إدارة المياه ومنظمات الاستجابة لحالات الطواري، وهي الجهات التي يتعين عليها أن تتصدى بشكل متزامن للجفاف والفيضانات المفاجئة وطائفة من التبعات المترتبة على العنف والنزاعات.

وفي عام 2018، على سبيل المثال، تسببت الأمطار الغزيرة التي سقطت على مساحات واسعة في جنوب شرق النيجر في وقوع فيضانات جارفة في منطقة تعرضت من قبل لنزوح الآلاف من الأشخاص الذين فروا من أعمال العنف الذي شهده شمال نيجيريا حيث تنعدم نظم الصرف الصحي أو تتعرض لضغوط شديدة.
وكان من نتائج ذلك تفشي وباء الكوليرا الذي أصاب أكثر من 800 3 شخص وأودى بحياة 78 شخصاً. وفي إطار التصدي لهذا الوباء، خصص صندوق الطوارئ للإغاثة في حالات الكوارث التابع للاتحاد الدولي 000 352 فرنك سويسري لمساعدة جمعية الصليب الأحمر في النيجر وشركاء الحركة الآخرين لوقف تفشي هذا المرض.

وفي شمال مالي، جرفت الأمطار الغزيرة التي سقطت في أغسطس 2018 أكثر من 840 منزلاً، مما أدى إلى إتلاف المخزونات الغذائية ونقوق قطعان المواشي وتدمير الأراضي الزراعية، وفقاً لما أفاد به الصليب الأحمر المالي الذي أجرى التقييم الأولي ووفر المستلزمات الخاصة بالإيواء واللوازم المنزلية ووزع، في نهاية المطاف، مبالغ نقدية (بدعم من صناديق الطوارئ التابعة للاتحاد الدولي ومخزونات اللجنة الدولية للصليب الأحمر التي وضعت في أماكنها مسبقاً ومساهمات مقدمة من سبع جمعيات وطنية).

ولا يتسبب تغير المناخ لوحده في وقوع الفيضانات أو نزول موجات الجفاف، ولكن حدة الظواهر الجوية تمثل إحدى النتائج المتمخضة عن ذلك. وهو يؤدي إلى تفعيل أنماط أخرى مثيرة للقلق. ومع اتساع نطاق التصحر، على سبيل المثال، فإن التربة السطحية ستمتص كميات أقل من المياه، مما يزيد من إمكانية استمرار هذه الظاهرة حينما تسقط الأمطار الغزيرة، وتصب مياه الأمطار في جداول سريعة التشكل وسريعة الجريان عوض أن تمتصها مستودعات المياه الجوفية.

وهذا أحد الأسباب التي أدت إلى تزايد صعوبة العثور على المياه الجوفية في أجزاء أخرى من مالي. وتقول رشا أبو الحسن، منسقة المياه والسكن في اللجنة الدولية للصليب الأحمر في مالي: “لقد أصبح لتغير المناخ تأثير ملموس في مالي”. وتردف قائلة: “تزداد الأمور سوءاً كل عام. وفي شمال مالي على وجه التحديد، ينخفض منسوب المياه الجوفية إلى أعماق بعيدة”.

وتسترسل قائلة: “حفرنا الكثير من ثقب الاستطلاع [الآبار العميقة] الجافة، وعلى الرغم من المحاولات الكثيرة والمتكررة التي بذلناها في حفر هذه الآبار، فإننا لم نعثر على أي أثر للماء”.

وتقول أيضاً إن اللجنة الدولية للصليب الأحمر قد اضطرت في مدينة كيدال، الواقعة في شمال مالي والتي لم تكن تعاني في الماضي من الجفاف، إلى حفر آبار جديدة، ومن ثم فلا تزال هناك حاجة إلى استخدام شاحنات نقل المياه إلى حين أن يأتي موسم الأمطار.

وبموازاة ذلك، يُعقّد انعدام الأمن المزمن الجهود الرامية إلى إيجاد حلول. وتوضح السيدة أبو الحسن ذلك قائلة: “علينا أن نحفر إلى أعماق أبعد للوصول إلى مستودع المياه الجوفية ولكننا لا نستطيع، في ظل الحالة الأمنية السائدة، العثور على الكثير من متعهدي الحفر المستعدين لإرسال آلاتهم [الخاصة بحفر الآبار] إلى منطقة يدور فيها النزاع”.

يعتمد السكان في منطقة الساحل في معاشهم على الثروة الحيوانية في مناح شتى. وتظهر على الصورتين اليمنى والوسطى أمادو التي تبلغ 38 عاماً من العمر وتقيم في منطقة توكونوس بالنيجر وهي تحضر جبناً تقليدياً مصنوعاً من حليب الأبقار. ويفرض تغير المناخ ضغوطاً سبل الرزق التقليدية، بل ويدفع بعض الشباب (مثل الشاب الذي يظهر أعلاه على الصورة اليسرى) إلى الانضمام إلى الجماعات المسلحة التي توفر لهم قليلاً من الدخل
Climatechange ispushing some young men to join armed groups that offersome income.

حلول شاملة تقوم على التكنولوجيا البسيطة

لا يقدم حفر آبار جديدة حلاً في مواجهة هذه التعقيدات القائمة. ولا بد من بذل المزيد من الجهود في ظل نقص إمدادات المياه المتاحة. ويتمثل أحد الحلول في اعتماد تكنولوجيا بسيطة نسبياً من خلال بناء أو ترميم “سدود صغيرة” تُنشئ أحواضاً صغيرة على طول قيعان الجداول أثناء الفيضانات المباغتة. وتعمل السدود على إبطاء اندفاع المياه، مما يتيح لها التسرب إلى باطن الأرض وتجديد مستودعات المياه الجوفية. وأفادت السيدة أبو الحسن بأن اللجنة الدولية للصليب الأحمر قد أنشأت في شمال مالي أربعة من هذه السدود الصغيرة، ونتيجة لذلك، لم تجف الآبار المجاورة لها خلال العام الماضي.

ويتعلق الأمر أيضاً بحفظ المياه وضمان عدم تلوث المياه المتاحة، وهي مسألة أخرى بالغة الأهمية على صعيد منطقة الساحل. وبإمكان الخطوات البسيطة أيضاً أن تحدث فارقاً. وقد زودت اللجنة الدولية للصليب الأحمر على مدى سنوات عديدة رعاة الماشية باللقاحات وخدمات مكافحة القمل. وقد أصبح هؤلاء الرعاة يستخدمون الآن، بعد تطهير الحيوانات من هذه الطفيليات، طرقاً تُستخدم فيها كميات أقل من المياه (استخدامات الرش عوضاً عن مغاطس الاستحمام) وتضمن أيضاً عدم تسرب المواد الكيميائية المستخدمة في العملية إلى المياه الجوفية. وبالنظر إلى ما وفرته اللجنة الدولية من تحصين وعلاج لفائدة 4,7 مليون حيوان في مالي والنيجر في عام 2018، فإنه يمكن النظر إلى هذه التدابير على أنها خطوات لا يستهان بها.

وتغير المناخ في منطقة الساحل هو أبعد من أن يكون مجرد مسألة تتعلق بشح المياه، فهو يؤثر على جميع جوانب الحياة، من الصحة والتغذية إلى السلامة الشخصية وقدرة الاقتصاديات المحلية على البقاء. ولذلك، فإن هذه المصاعب تتطلب، كما يقول الخبراء، اتباع نهج شامل.

وعلى سبيل المثال، يجمع نداء الطوارئ المعقد والمستمر الذي أطلقه الاتحاد الدولي من أجل النيجر بين الاستجابة الواسعة النطاق في حالات الطوارئ والاستجابة الأطول أجلاً، بما في ذلك المبادرات المتعلقة بالصحة، وتوفير المياه، والصرف الصحي، والأمن الغذائي، وحماية المرأة من العنف القائم على النوع الاجتماعي، والإدماج، والتفاعل مع المجتمعات المحلية والمساءلة. ويدعو هذا النداء أيضاً إلى الاستثمار في تنمية قدرات جمعية الصليب الأحمر في النيجر على إدارة هذه الجهود على المدى الأطول.

وتوافق شارلوت بنبورن، رئيسة وحدة الأمن الاقتصادي باللجنة الدولية للصليب الأحمر، على ضرورة أن تكون الاستجابة شاملة بغية مساعدة المجتمعات المحلية على أن تصبح أكثر قدرة على الصمود إزاء الصدمات التي تحدث في المستقبل. وبالإضافة إلى مساعدة السكان على التحول إلى زراعة المحاصيل المقاومة للجفاف وتقنيات الزراعة المقتصدة للمياه، فإن من المهم أيضاً التفكير في الجوانب الأخرى لسلسلة الإنتاج الغذائي، مثل طرق معالجة الحبوب أو البذور أو اللحوم وسبل نقلها وتخزينها لتجنب أي خسارة تحدث بسبب التلوث أو التعفن أو التحلل.

ويمثل المشروع الجاري تنفيذه حالياً بالقرب من تيلابيري أحد الأمثلة المتعلقة بهذا النهج. وبالإضافة إلى تخزين الدخن، فقد أقامت اللجنة الدولية للصليب الأحمر تسعة مستودعات جديدة لتخزين الحبوب ودربت أشخاصاً على كيفية إدارتها. وتقدم اللجنة الدولية أيضاً الدعم لحدائق الخضروات وتقوم ببناء وتجهيز محلات للجزارة وتدريب المساعدين البيطريين.

Climate change is altering the historical high- and low-water seasons, occasionally causing intense flash floods, disrupting fishing grounds and livelihoods.

تنويع مصادر الرزق

في أحد المشاريع التي تنفذ بالقرب من مدينة تمبكتو في مالي، أشرفت منسقة اللجنة الدولية للصليب الأحمر، السيدة أبو الحسن، على بناء أسوار خارجية حول مزرعة الفول السوداني التي تديرها جمعية نسائية محلية. وتحمي هذه الأسوار محصول الفول السوداني من الأضرار التي يسببها رعي المواشي، في حين سيجري في نهاية المطاف تحويل محصول الفول السوداني إلى زبدة تُباع في العاصمة باماكو.

ويرمي جزء من هذه الاستراتيجية إلى مساعدة الناس على الحفاظ على مصادر الرزق التقليدية مع تنويع البدائل المتاحة أيضاً، من قبيل مساعدتهم على إطلاق مشاريع تجارية صغيرة بقروض صغيرة أو بمنح حتى يكون بمقدور المجتمعات المحلية تحمل الصدمات بشكل أكبر في حالة فشل جزء من الاقتصاد المحلي.

وترى السيدة أبو الحسن أنه سيكون من المهم، لدى تقديم المساعدة الرامية إلى استعادة الخدمات الأساسية، التفكير في كيفية استفادة الناس منها. وهذا هو ما دفع اللجنة الدولية للصليب الأحمر إلى أن تتحول إلى استخدام الخلايا الشمسية لتشغيل المضخات التي تتولى تركيبها أو تجديدها.

وتقول في هذا الصدد: “ألواح الطاق الشمسية أغلى من حيث الثمن ولكنها وسائل مستدامة”. وتضيف قائلة: “قد لا يكون بوسع المجتمع المحلي الضعيف صيانة مولد وشراء الوقود على مر الزمن، وفي حالة حدوث توتر في المنطقة، فكيف سيكون بإمكانهم نقل الوقود؟”

العيش يوماً بيوم

لا يمكن، مع ذلك، أن تقتصر الاستجابة على جانبي الاقتصاد والغذاء. ويشكل تغير المناخ والنزاع تحديين جديدين فيما يتعلق بتوفير أوجه الحماية الأساسية التي تضمن مستوى أساسي من الأمان للسكان. وفي العديد من المجتمعات المحلية، على سبيل المثال، تخرج المرأة لجمع الحطب لأغراض الطهي. وسوف تتعرض على نحو متزايد للخطر حينما تضطر إلى التنقل إلى مسافات أبعد بسبب إزالة الأحراج أو التصحر.

وبسبب النزاع والظروف المناخية، فقد أصبحت العديد من القرى في المنطقة مأهولة، بصورة كاملة تقريباً، بالنساء فقط بعد أن غادرها الرجال بحثاً عن العمل. وتقول راماتو البالغة من العمر 22 عاماً، والتي تعيش في قرية كوردو فوندا في منطقة تيلابيري الواقعة بغرب النيجر: “هنا في هذه القرية، لم يبق من أغلب سكانها سوى النساء فقط”.

وتوضح قائلة: “لم تسقط الأمطار خلال هذا العام على قريتنا، بخلاف المناطق الأخرى التي كانت المياه متاحة فيها بوفرة. ونتيجة لذلك، فقد أتى الحصاد بمحاصيل قليلة للغاية”، وأضافت تقول إن النساء يعملن بأقصى سرعة ممكنة لإنتاج المواد الغذائية لاستهلاكهن الشخصي ولبيعها في السوق. وتردف قائلة: “إذا ما أتيحت لي الفرصة، فسوف أغادر القرية. ولا يهمني إلى أين أذهب ما دمت سأعثر على العمل وأحقق الاستقلال المالي. وهنا، فنحن نعيش يوما بيوم”.

موصى به

ذات صلة

هبوط سلس

بالنسبة للمتطوعين مثل سامي راهيكاينين، فإن بناء الثقة مع المهاجرين الذين يأتون إلى مكان جديد بحثًا عن حياة جديدة أمر بالغ الأهمية. هذه قصته.

النهر الذي يُعطي ويسلب

تشكل مخاطر الفيضانات التي تتعرض لها مقاطعة رانغبور في بنغلاديش تحدياً كبيراً يعترض حياة الناس في مجتمعات الصيد المحلية الصغيرة. ولا يزال الناس، حتى بعد الدمار الذي خلّفه موسم الرياح الموسمية في عام 2019، يسعون جاهدين لإعادة بناء سبل عيشهم من نقطة الصفر.

هذا المنشور متوفر أيضًا ب:

اكتشف المزيد من القصص

احصل على قصص تستحق المشاركة وتُرسل إلى صندوق بريدك

ترغب في الاطلاع على آخر المستجدات؟

قد يثير هذا اهتمامك...

الناجون من تفجير القنبلتين الذريتين: لقد آن الأوان لحظر الأسلحة النووية

بعد انقضاء 75 عاماً على تعرض مدينتي هيروشيما وناغازاكي لمحو شبه كامل بسبب إلقاء قنبلتين نوويتين عليهما، لن يهدأ للناجين مثل “رايكو يامادا” بال إلى أن يتخلص العالم من الأسلحة النووية.

القِ نظرة